الاثنين، 24 أكتوبر 2011

الفصل الخامس :كيف تزيل أسباب القلق




قال رحمه الله :
( لا أعرف مظلوما تواطأ الناس على هضمه وزهدوا فى إنصافه كالحقيقة !!
ما أقل عارفيها، وما أقل ـ فى أولئك العارفين ـ من يقدرها ويغالى بها ويعيش لها!!
إن الأوهام والظنون هى التى تمرح فى جنبات الأرض، وتغدو وتروح بين الألوف المؤلفة من الناس
ولو ذهبت تبحث عن الحق فى أغلب ما ترى وتسمع لأعياك طلابه
).

وهذه حقيقة قررها القرآن الكريم إذ الله تبارك وتعالى يقول:
( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون

ويقول أيضا جلّ شأنه ( وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون


ولعل هذا هو السر فى أن الله طلب إلى كل مؤمن أن يسأله الهدى، وكلّفه ألا يسأم من تكرار هذا السؤال حينا بعد حين، ففى كل صلاة مفروضة أو نافلة، يقف المرء بين يدى ربه يقول:( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )

من ذلك نستخلص أنه للقضاء على أى مشكلة لابد من خطوات ثلاثة
كما نقل الشيخ عن ديل كارنيجى وهى:
1- استخلص الحقائق.
2- حلّل هذه الحقائق.
3- اتخذ قرارا حاسما ثم اعمل بمقتضى هذا القرار.
ثم شرع الشيخ فى بسط هذه الثلاثة بالشرح مع ضرب أمثلة من القرآن والسنة بأسلوبه الرائع، لذا أنصحكم بقراءة هذا المقطع حتى نهاية الفصل فإنه من الأهمية بمكان لاسيما فى هذا الواقع الذى نحياه

انتهى

" سيتم نشر بعض ما قال الشيخ فى الجزئية الاخيرة على الجروب ان شاء الله"

انتظرونا فى الفصول القادمة من كتاب جدد حياتك
تلخيص م- طارق عبد الفتاح
جروب بأيدينا مصر بكره احلى


الخميس، 13 أكتوبر 2011

الفصل الرابع " هموم وسموم "



يتعرض الشيخ فى هذا الباب لقضية الاهتمام الزائد بالدنيا وتأثيره السلبى على حياة الإنسان
وكيف جاء الإسلام ليضبط هذا المفهوم بضوابط من شأنها أن تجعل الإنسان يسخر كل طاقاته للعمل بجد لتعمير دنياه دون أن يؤثر هذا الجد على قلبه فهو يعمل للدنيا بجسده ولكن قلبه معلق بغاية أسمى، وهذا المفهوم الإسلامى الخالص هو الحل الناجع لما وصل إليه الغرب الآن من تقدم هائل فى الناحية المادية وتراجع هائل أيضا فى الناحية النفسية.

فبدأ الشيخ الباب ببعض الإحصاءات التى تظهر مدى التردى النفسى الذى حصّله الغرب جراء هذا السباق الرهيب لإحراز أكبر حظ مستطاع من حطام الدنيا،

يقول ديل كارنيجى (
لم يطرق أحد بابى ليحذرنى أن شخصا من كل عشرة أشخاص من سكان أمريكا معرض للإصابة بانهيار عصبى مرجعه فى أغلب الأحوال إلى القلق ).

أما الإسلام فقد جاء ليقرر توازنا رائعا بين الروح والمادة، فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول:
• "
من جعل الهم هما واحدا كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبته الهموم لم يبال الله فى أى أودية الدنيا هلك " .
• "
من كانت الأخرة همه جعل الله غناه فى قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهى راغمة. ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " .
ولكن الشيخ نبّه حتى لا يفهم الكلام خطأ ولا يوضع فى غير سياقه على أن هذه الأحاديث (
لا تعنى إلا كفكفة الجهود المجنونة فى معركة الخبز، وضبط عواطف البشر وراء مطالب الحياة، فلا يكون زحامهم وسباقهم ذريعة إلى غرس الأضغان، ونسيان الفضائل، وحرق الصداقات، ورد الإنسان المهذب الرقيق حيوانا محدود الظفر والناب يحول مناكب الأرض إلى مسبعة متهارشة، ولكن بعض الزهاد فهم الأحاديث الآنفة فهما مقلوبا، واستخدمها لإبطال أعمال الحياة بدلا من تهذيبها، فأساء بذلك إلى الدين والدنيا معا

ثم قال رحمه الله (
إن من حق الدنيا علينا أن نعمل فيها، وأن ننال من ضروراتها ومرفهاتها ما يحفظ حياتها ويسعدها، وقد يكلفنا هذا العمل جهدا شاقا يتصبب معه العرق ويطول فيه العناء، ولكن هذا الحق المقرر، وهذا الجهد المبذول لبلوغه لا يجوز أن يميلا بنا عن الجادة، أو يزيغا بنا عن الرشاد، فالمال إذا طلبناه فلكى ننفقه لا لكى نختزنه، وإذا أحببناه وحصلناه فلنبذله فيما يحقق مصالحنا ويصون حياتنا، ومن الحماقة أن يتحول المال إلى هدف مقصود لذاته تذوب فى جمعه المهج، وترتخص العافية، وتتكاثر الهموم، وتجتذب الأمراض)
أنتهى

انتظرونا فى الفصول القادمة
من كتاب جدد حياتك
تلخيص م- طارق عبد الفتاح
جروب بأيدينا مصر بكره احلى

الأحد، 9 أكتوبر 2011

الفصل الثالث " الثبات والأناة والاحتيال"



بدأ الشيخ هذا الفصل بثلاثة خطوات نقلها عن ديل كارنيجى
إذا داهمتك شدة تخاف منها على كيانك كله فما عساك تصنع؟
1- سل نفسك: ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لى؟
2- هيئ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات؟
3- اشرع فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

ثم ذكر أن هذه خطة يوصى الدين والعقل معا باتباعها
فلا شك أن الرجل الذى يضبط أعصابه أمام الأزمات ويملك إدارة البصر فيما حوله هو الذى يظفر فى النهاية بجميل العاقبة،
وتصديقا على هذا المعنى فقد ذكر حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما الصبر عند الصدمة الأولى "،
وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيئ فلا تقل: لو أنى كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان
وقال ديل كارنيجى ( أعدوا أنفسكم لتقبل الحقيقة فإن التسليم بما حدث هو الخطوة الأولى فى التغلب على المصائب


أنتهى
من كتاب جدد حياتك
تلخيص م- طارق عبد الفتاح
جروب بأيدينا مصر بكره احلى

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

كتاب جدد حياتك الفصل الثانى " عش فى حدود يومك "


  • الفصل الثانى " عش فى حدود يومك " :

    صدر الشيخ هذا الفصل بجملة بليغة تلخص فكرة هذا الفصل فقال: ( من أخطاء الإنسان أن ينوء فى حاضره بأعباء مستقبله
    وقد زاد البيان بمقولته الأخرى فى نفس الفصل (أتدرى كيف يسرق عمر المرء منه؟ يذهل عن يومه فى ارتقاب غده، ولا يزال كذلك حتى ينقضى أجله ويده صفر من أى خير)
    ثم طفق يدلل على هذا المعنى بجملة من الآيات والأحاديث والكلمات المأثورة نذكر منها:
    • } ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة {.
    • } كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها {.
    • وقال النبى صلى الله عليه وسلم " من أصبح آمنا فى سربه، معافى فى بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ".
    • وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلفتنا إلى صحة هذه الطريقة فى تجزئة الحياة واستقبال كل جزء منها بنفس محتشدة وعزم جديد فهو صلى الله عليه وسلم إذا أصبح يقول: " أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا شريك له، لا إله إلا هو وإليه النشور "
    وإذا أمسى قال مثل ذلك، وقد يدعو: " اللهم إنى أصبحت منك فى نعمة وعافية وستر، فأتمم نعمتك على وعافيتك وسترك فى الدنيا والآخرة" . وإذا أمسى دعا بمثل ذلك.

    روى مسلم موقوفا أن رجلا سأل عبد الله بن عمرو ابن العاص: ألست من فقراء المهاجرين؟، فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوى إليها؟. قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟. قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء.. قال: فإن لى خادما. قال فأنت من الملوك.
    • ويقول أبو حازم (أحد التابعين الثقات): (إنما بينى وبين الملوك يوم واحد!!. أما أمس فلا يجدون لذته. وأنا وهم من غد على وجل. وإنما هو اليوم. فما عسى أن يكون اليوم؟!).
    • كتب ستيفن ليكوك يقول: (ما أعجب الحياة!! يقول الطفل: عندما أشب فأصبح غلاما، ويقول الغلام: عندما أترعرع فأصبح شابا، ويقول الشاب: عندما أتزوج، فإذا تزوج قال: عندما أصبح رجلاً متفرغاً، فإذا جاءته الشيخوخة تطلع إلى المرحلة التى قطعها من عمره فإذا هى تلوح وكأن ريحاً باردة اكتسحتها اكتساحا .... إننا نتعلم بعد فوات الأوان أن قيمة الحياة فى أن نحياها، نحيا كل يوم منها وكل ساعة).
    • يقول توماس كارليل (أديب إسكتلندي وناقد ساخر ومؤرخ توفى فى 1881م): (ليس لنا أن نتطلع إلى هدف يلوح لنا باهتا من بعد، وإنما علينا أن ننجز ما بين أيدينا من عمل واضح بيِّن).
    وقد نوه الشيخ على أمر هام وهو:
    أن العيش فى حدود اليوم لا يعنى تجاهل المستقبل، أو ترك الإعداد له، فإن اهتمام المرء بغده وتفكيره فيه حصافة وعقل، وهناك فارق بين الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به، بين الاستعداد له والاستغراق فيه، بين التيقظ فى استغلال اليوم الحاضر وبين التوجس المربك المحير مما قد يفد به الغد، إن الدين فى حظره للإسراف وحبه للاقتصاد إنما يؤمن الإنسان على مستقبله، بالأخذ من صحته لمرضه، ومن شبابه لهرمه، ومن سلمه لحربه، ثم ضرب الشيخ مثالا على ذلك بأن سفيان الثورى كان من كبار التابعين، وكانت له ثروة حسنة، وكان يشير إليها ويقول لولده : لولا هذه لتمندل بنا هؤلاء ـ يقصد بنى أمية ـ . يعنى أن غناه حماه من حكام زمنه، فلم يحتج إلى مداهنتهم أو تملقهم،
    وأرانى أريد إضافة مثال آخر لرجل من سادات التابعين وهو الحسن البصرى إذ يقول ( ليس الزهد فى الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن أن تكون بما فى يد الله أوثق منك بما فى يدك

    كتاب جدد حياتك
    تلخيص م- طارق عبد الفتاح
    جروب بأيدينا مصر بكره احلى